• عدد المراجعات :
  • 1314
  • 1/6/2013
  • تاريخ :

 

ما أنشده الامام علي بن موسي الرضا  من الشعر في الحكم

الرضا ع

عيون أخبار الرضا  : البيهقي ، عن الصولي ، عن محمد بن يحيى بن أبي عباد ، عن عمه قال : سمعت الرضا  يوما ينشد شعرا وقليلا ما كان ينشد شعرا :

كلنا نأمل مدا في الاجل   والمنايا هن آفات الامل

لا تغرنك أباطيل المنى   والزم القصد ودع عنك العلل

إنما الدنيا كظل زائل        حل فيه راكب ثم رحل

فقلت : لمن هذا أعز الله الأمير ؟ فقال : لعراقي لكم ، قلت : أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه ، فقال : هات اسمه ودع عنك هذا ، إن الله سبحانه وتعالى يقول : " ولا تنابزوا بالألقاب "ولعل الرجل يكره هذا .

- عيون أخبار الرضا  : ابن المتوكل وابن عصام والحسن بن أحمد المۆدب والوراق والدقاق جميعا ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم العلوي الجواني ، عن موسى ابن محمد المحاربي ، عن رجل ذكر اسمه ، عن أبي الحسن الرضا  أن المأمون قال : هل رويت من الشعر شيئا ؟ فقال : قد رويت منه الكثير ، فقال : أنشدني أحسن ما رويته في الحلم فقال  :

إذا كان دوني من بليت بجهله   أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل

وإن كان مثلي في محلي من النهى   أخذت بحلمي كي أجل عن المثل

وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى        عرفت له حق التقدم والفضل     

قال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل ، وترك عتاب الصديق ، فقال  :

إني ليهجرني الصديق تجنبا       فأريه أن لهجره أسبابا

وأراه إن عاتبته أغريته                 فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهل متحكم              يجد المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما          كان السكوت عن الجواب جوابا

فقال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال  : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته في استجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال  :

وذي غلة سالمته فقهرته   فأوقرته مني لعفو التجمل

ومن لا يدافع سيئات عدوه                                باحسانه لم يأخذ الطول

من عل ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا          لغمر قديم من وداد معجل       

فقال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال : بعض فتياننا ، فقال : فأنشدني أحسن ما رويته في كتمان السر فقال  :

وإني لانسى السر كيلا أذيعه              فيا من رأى سرا يصان بأن ينسى

مخافة أن يجري ببالي ذكره                  فينبذه قلبي إلى ملتوى حشا

فيوشك من لم يفش سرا وجال في    خواطره أن لا يطيق له حبسا

فقال له المأمون : إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول ؟ قال ترب قال : فمن السحا قال : سح ، قال فمن الطين ، قال : طين فقال : يا غلام ترب هذا الكتاب وسحه وطينه وامض به إلى الفضل بن سهل ، وخذ لأبي الحسن ثلاثمائة ألف درهم .

بيان : " الغل " بالكسر الحقد والضغن ، ويقال أتيته من عل أي من موضع عال ، والغمر بالكسر الحقد والغل قوله  : " فيا من رأى " كلام على التعجب أي من رأى سرا يكون صيانته بنسيانه ، والحال أن النسيان ظاهرا ينافي الصيانة وقوله " مخافة " متعلق بالمصرع الأولى ، قوله " إلى ملتوى حشا " أي من يكون لوى وزحير في أحشائه وفي بعض النسخ " حسا " بكر الحاء المهملة وتشديد السين المهملة وهو وجع يأخذ النفساء بعد الولادة ، وعلى التقديرين كناية عن عدم الصبر على ضبط السر ومنازعة النفس إلى إفشائه .

وقال الجوهري : سحاة كل شئ قشره ، وسيحاء الكتاب مكسور ممدود وسحوت القرطاس وسحيته أسحاه إذا قشرته ، وسحوت الكتاب وسحيته إذا شددته بالسحاء . وقال الصدوق رحمه الله بعد إيراد هذا الخبر : كان سبيل ما يقبله الرضا  عن المأمون سبيل ما كان يقبله النبي  من الملوك ، وسبيل ما كان يقبله الحسن بن علي  من معاوية ، وسبيل ما كان يقبله الأئمة  من آبائه من الخلفاء ومن كانت الدنيا كله له ، فغلب عليها ثم أعطي بعضها ، فجائز له أن يأخذه .

- عيون أخبار الرضا  : الدقاق ، عن الأسدي ، عن سهل ، عن عبد العظيم الحسني ، عن معمر بن خلاد وجماعة قالوا : دخلنا على الرضا  فقال له بعضنا : جعلني الله فداك مالي أراك متغير الوجه ؟ فقال  : إني بقيت ليلتي ساهرا مفكرا في قول مروان بن أبي حفصة :

أنى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام

ثم نمت فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادتي الباب وهو يقول :

أنى يكون وليس ذاك بكائن        للمشركين دعائم الاسلام

لبني البنات نصيبهم من جدهم   والعم متروك بغير سهام

ما للطليق وللتراث وإنما             سجد الطليق مخافة الصمصام

قد كان أخبرك القران بفضله      فمضى القضاء به من الحكام

إن ابن فاطمة المنوه باسمه     حاز الوراثة عن بني الأعمام

وبقي ابن نثلة واقفا مترددا        يرثي ويسعده ذوو الأرحام

بيان : المراد بالطليق العباس حيث أسر يوم بدر ، فأطلق بالفداء ، والصمصام السيف الصارم الذي لا ينثني والضمير في قوله " بفضله " راجع إلى أمير المۆمنين  بمعونة المقام وقرينة ما سيذكر بعده إذ هو المراد بابن فاطمة ، والمراد بابن نثلة العباس فان اسم أمه كانت نثلة ، وقد مر بيان حالها في باب أحوال العباس ، والمراد بقضاء الحكام ما قضى به أبو بكر بينهما كما هو المشهور ، وقد مضى منازعة أخرى أيضا بين الصادق  وبين داود بن علي العباسي وأنه قضى هشام للصادق  .

- كشف الغمة : عبد العزيز بن الأخضر ، عن أبي الحسن كاتب الفرائض عن أبيه ، عيون أخبار الرضا  : الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، عن أحمد بن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن أحمد الكاتب ، عن أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض عن أبيه قال : حضرنا مجلس علي بن موسى الرضا  فشكى رجل أخاه فأنشأ يقول :

أعذر أخاك على ذنوبه        واستر وغط على عيوبه

واصبر على بهت السفيه   وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضلا            وكل الظلوم إلى حسيبه   

- عيون أخبار الرضا  : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن الهيثم بن عبد الرماني عن الرضا ، عن آبائه  قال : كان أمير المۆمنين  يقول :

خلقت الخلائق في قدرة    فمنهم سخي ومنهم بخيل

فأما السخي ففي راحة   وأما البخيل فشۆم طويل

- عيون أخبار الرضا  : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : أنشدني الرضا  لعبد المطلب :

يعيب الناس كلهم زمانا             وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا            ولو نطق الزمان بنا هجانا

وإن الذئب يترك لحم ذئب         ويأكل بعضنا بعضا عيانا

لبسنا للخداع مسوك طيب       فويل للغريب إذا أتانا    

  

- مناقب ابن شهرآشوب : له  :

لبست بالعفة ثوب الغنى                وصرت أمشي شامخ الرأس

لست إلى النسناس مستأنسا     لكنني آنس بالناس

إذا رأيت التيه من ذي الغنى          تهت على التائه باليأس

ما إن تفاخرت على معدم              ولا تضعضعت لا فلاس

بيان : " التيه " بالكسر الكبر ، قوله باليأس أي عما في أيدي الناس ، والتوكل على الله .

- الاختصاص : كتب المأمون إلى الرضا  فقال عظني : فكتب  :

إنك في دنيا لها مدة           يقبل فيها عمل العامل

أما ترى الموت محيطا بها   يسلب منها أمل الآمل

تعجل الذنب بما تشتهي   وتأمل التوبة من قابل

والموت يأتي أهله بغتة    ما ذاك فعل الحازم العاقل


نصائح الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون

الامام الرضا عليه السلام في رحاب القرآن الكريم

الدلائل على إمامته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)