ابن تیمیة، حیاته و عقائده نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن تیمیة، حیاته و عقائده - نسخه متنی

صائب عبد الحمید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ويعتبر على بن ابى طالب (رضى اللّه) اكثر هولاء علما بشهاده
رسول اللّه(ص)ففى مسند احمد (رحمه اللّه) : ان رسول اللّه
(ص) قال لابنته فاطمه: (اما ترضين ان ازوجك اقدم امتى
سلما - اسلاما - واكثرهم علما، واعظمهم حلما).


وفى سنن الترمذى قول رسول اللّه (ص): (انا مدينه الحكمه،
وعلى بابها).


وافتى على (رضى اللّه) فى حياه رسول اللّه واقره الرسول (ص)
على ذلك ثقه منه بقدرته على الفتيا.


قال: وفى مصنف عبدالرزاق ان رجلا سال عمر عن بعض النعام
يصيبه المحرم، فقال له عمر: ارايت عليا ؟ اساله، فانا امرنا ان
نشاوره) فقول عمر (امرنا) ينصرف الى ان الامر لهم هو رسول
اللّه كما هو معهود من كلام السلف رضوان اللّه عليهم.


ومن هنا كان كثير من الصحابه يلتمسون قول على، فاذا ثبت
لهم عنه قول لم يستجيزوا لانفسهم مخالفته، فقد نقل قدامه
المقدسى فى (المغنى) عن حبر الامه عبداللّه بن عباس انه
كان يقول: (اذا ثبت لنا عن على قول لم نعده الى غيره).


وفى (طبقات الفقهاء) عن عبداللّه بن عباس: اعط ى على تسعه
اعشار العلم، وانه لاعلمهم بالعشر الباقى.


وعن عائشه: اما انه - اى على - اعلم الناس بالسنه.


وسئل عطاء: اكان من اصحاب النبى (ص) احد اعلم من على ؟
.


قال: لاواللّه ما اعلمه.


وتواتر عند اهل التاريخ وكثير من اهل السنن قول الامام
الحسن (ع)فى خطبته بعد وفاه الامام على (ع): (لقد فارقكم
رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم، ولم يدركه الاخرون، كان
رسول اللّه (ص) يبعثه بالرايه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن
شماله، لا ينصرف حتى يفتح له).


وفى روايه اهل التاريخ : (واللّه ما سبقه احد كان قبله، ولا
يدركه احد يكون بعده).


وليس بعد شهاده النبى (ص): (اكثرهم علما) يعتد بكلام
يخالفه، ولكن هذا الرجل صد عن على (ع) صدودا ازرى به
على نفسه حين بعثه هذا الصدود الى ان يطلق احكاما متهافته
كانت مدعاه للسخريه، ناهيك عن كونها مرديه، فيجعلها كانها
اليقين الذى لا نزاع فيه، كجداله فى علم على وفصاحته
وشجاعته وجهاده.


فى جهاد على (ع) : name="link123">
1 - جهاد على، آيه الجهاد الذى لم يشهد له التاريخ نظيرا بعد
سيد البشر، هو عند ابن تيميه ليس بشى ء، ولم يكن على عنده
سوى جندى قاتل كما قاتل غيره من المسلمين ! .


(وابو بكر وعمر اعظم ايمانا وجهادا، لا سيما وقد قال تعالى: (
الذين ءامنوا وهاجروا وجهدوا فى سبيل اللّه بامولهم وانفسهم
اعظم درجه عند اللّه ) ولاريب ان جهاد ابى بكر بماله ونفسه
اعظم من جهاد على) ! .


نعم لا ريب فى ذلك حين نبادل الادوار كلها باتقان، فنقدم
المتاخر، ونوخر المتقدم، ونعمد الى من كان فى حاميه
الوطيس يصد عن رسول اللّه فنضعه وراء جبل احد، والى الذين
يصعدون ولا يلوون على احد فنجعلهم محله، ونعمد الى
صاحب لواء النبى الثابت بين يديه يجندل الصناديد فنجعله مع
الذين يسابقون الريح طلبا للنجاه، والى من ضاقت عليهم
الارض بما رحبت فنجعلهم محله، فحينئذ لا ريب ابدا فى انهم
اعظم جهادا وايمانا منه ! .


وحين نعمد الى (ذى الفقار) المخضب بدماء الكفار، فننتزعه
من يد على ونضعه فى يد احدهما، ونعطيه واحدا من سيفيهما
(النظيفين) اللذين لم يعرف التاريخ انهما خدشا كافرا واحدا،
فلا ريب انه ليس له جهاد امام جهادهما ! .


الا ترى الى هذا الذى يريد ان يمدح، فيقدح ! فهلا ترك
المقارنه حين يريد ان يطرى من يطريه ! وهل نقل عن احد من
الصحابه انه نازع عليا فى هذه المنزله، او عرف لغيره فضلا
يدانيه ؟! .


انها مره واحده فى يوم واحد فى حياه ابى بكر، ومره واحده فى
يوم واحد فى حياه عمر، حملا فيها رايه رسول اللّه (ص) فى
جهاد.


ولكن حتى هذه المره الواحده سلبهما اياها ابن تيميه،
فماذا ابقى لهما اذن يفضلهما به على حليف تلك الرايه الذى
احبها واحبته ؟! .


تلك هى رايه خيبر، حملها ابو بكر فعاد ولم يصنع شيئا، وحملها
بعده عمر فعاد ولم يصنع شيئا، ثم دفعها النبى الى على فكان
الفتح على يديه، تلك الرايه يقول عنها ابن تيميه: (لم تكن
الرايه قبل ذلك لابى بكر ولا لعمر، ولا قربها واحد منهما)! .


هى المره الوحيده التى حملا فيها رايه الجهاد، يقول فيها: لم
تكن لهما، ولا قربها واحد منهما ! .


وبعد ان رايت كيف سلبهما شرف الصداره فى الجهاد ولو لمره
واحده، انظر كيف اوقع نفسه فى اثناء رده على ابن المطهر بما
كان ينبغى الا يقع فيه:
2 - نقل ابن المطهر قصه رايه خيبر كما اوجزناها آنفا، فرد ابن
تيميه قائلا:
(بعد ان يقال: لعنه اللّه على الكاذبين، يقال: من ذكر هذا من
علماء النقل ؟ واين اسناده وصحته، وهو من الكذب ؟).


فاذا شدك هذا النذير وهذا النكير، فانظر الى ما قاله علماء
النقل، والى صحه اسناده، لترى اين هو الكذب الذى ستدور
عليه تلك اللعنه:
قال علماء النقل: ان رسول اللّه بعث ابا بكر بالرايه يوم خيبر فعاد
ولم يصنع شيئا، فارسل بعده عمر فعاد ولم يفتح، فقال:
(لاعطين الرايه غدا رجلا يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله،
لا يخزيه اللّه ابدا، ولايرجع حتى يفتح عليه) وفى بعض النقول
(كرار غير فرار).


هذا ما نقله النسائى والحاكم والذهبى، ونقله
كافه اصحاب التاريخ والسير.


فهو كالمجمع عليه عندهم.


واما النص الذى اختاره الطبرى والحاكم والذهبى، فبعد ان
ذكروا ابا بكر ورجوعه بالرايه، قالوا فى عمر: (فعاد يجبن
اصحابه ويجبنونه) وقال بصحته الحاكم والذهبى، فقد جاء
باسناد صحيح رجاله رجال الصحيح.


هذا الذى نقله اهل العلم بلا خلاف بينهم، ولا تظن ان شيئا
منه كان خافيا على الشيخ ابدا ! ولكن لامر ما نفاه ! والامر
معلوم ليس بخفى، فاقراره بهذا سينقض عقيدته فى التفضيل
راسا على عقب، ولكن فاته كما فات الكثير ممن لا يهمه
الاالانتصار لرايه، فاتهم ان الحق سيبقى هو الحق سواء رضوا به
ام صدوا عنه وجحدوه.


3 - وانكر كل شى ء يشهد لجهاد على (ع).


انكر ما نزل فى ذلك من القرآن فى قوله تعالى: ( اجعلتم سقايه
الحاج وعماره المسجد الحرام كمن ءامن باللّه واليوم الاخر و
جهد فى سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه واللّه لا يهدى القوم
الظلمين الذين ءامنوا وهاجروا وجهدوا فى سبيل اللّه بامولهم
وانفسهم اعظم درجه عند اللّه واولئك هم الفائزون يبشرهم
ربهم برحمه منه ورضون وجنت لهم فيها نعيم مقيم خلدين
فيها ابدا ان اللّه عنده اجر عظيم ).


انكر ان تكون هذه الايات قد نزلت فى فضل على (ع) عند
تفاخره بالسبق فى الايمان والهجره والجهاد ورده على العباس
وطلحه حين افتخرا بالسقايه وسدانه الكعبه، فقال: هذا لا
يعرف، ودلالات الكذب عليه ظاهره.


والحديث رواه الخطيب من روايه عبدالرزاق عن معمر.


ورواه
اهم اصحاب التفاسير المعتمده، منهم: الطبرى، والبغوى،
والقرطبى، وابن الجوزى، والرازى، والخازن.


رووه جميعا عند
تفسير هذه الايات من سوره التوبه.


لكنه انكر هذا كما انكر جميع ما جاء فى تفضيل على (ع) حتى
المتواتر، والمتفق على صحته، كما رايت فى الفقره السابقه
(فضائل اهل البيت(ع)).


4 - ابو بكر فى جيش اسامه :
لاجل ان يثبت ان ابا بكر (رضى اللّه) هو الاعظم منزله والاعظم
ايمانا وجهادا لا بد ان ينفى عنه كل ما يبعده عن هذه المنزله،
فبعد ان انكر كون رايه خيبر كانت عنده اولا فهزم بها، انكر ان
يكون ابو بكر جنديا فى بعثه اسامه التى جهزها النبى(ص) ايام
مرضه الذى توفى فيه، وشدد على سرعه انفاذها فقال: (انفذوا
بعثه اسامه) فتاخروا لما ثقل بالنبى مرضه، فاكد القول (انفذوا
بعثه اسامه) فلما احس منهم التباطو جعل يقول: (انفذوا بعثه
اسامه) يكرر ذلك ، وروى بعضهم انه قال: (لعن اللّه من تخلف
عنه).


ولكن توفى رسول اللّه ولم تنفذ البعثه.


ابن تيميه يقول: وابو بكر لم يكن فى جيش اسامه باتفاق اهل
العلم، لكن روى ان عمر كان فيهم.


فما هى حقيقه قول اهل العلم فى هذا ؟ .


قال اصحاب التاريخ فى ذكر اسامه: استعمله رسول اللّه (ص)
على جيش فيه ابو بكر وعمر، قاله ابن سعد فى الطبقات، وقد
شهد ابن تيميه لابن سعد صاحب الطبقات انه من اهل العلم
والثقه والاطلاع والصدق فى النقل.


وقاله ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) وهو منقول فى (تهذيب
تاريخ دمشق) و (مختصر تاريخ دمشق).


وذكره اليعقوبى فى تاريخه، وابن ابى الحديد فى (شرح نهج
البلاغه)، وصاحب (تاريخ الخميس).


هولاء جميعا ذكروا ان ابا بكر كان جنديا فى جيش اسامه، فعلى
اى شى ء اذن كان اتفاق اهل العلم ؟ .


لقد كان اتفاقهم كما رايت على ان ابا بكر وعمر كانا فى جيش
اسامه الذى امره النبى (ص) بالخروج، وشدد كثيرا على
الاسراع بانفاذه قبل وفاته(ص).


كما اتفقوا على ان رايه خيبر كانت اولا عند ابى بكر فعاد بها
ولم يفتح، ثم كانت بعده عند عمر فعاد بها ولم يصنع شيئا، او
عاد يجبن اصحابه ويجبنونه كما رواه الطبرى وصححه الحاكم
والذهبى ، واتفقوا هم واصحاب الصحاح والسنن على ان النبى
قال بعدهما: (لاعطين الرايه غدا رجلا يحب اللّه ورسوله، ويحبه
اللّه ورسوله، لا يخزيه اللّه ابدا، ولا يعود حتى يفتح عليه) فلما
اصبحوا، قال: (اين على) فدعوه وكان قد اصابه رمد فى عينيه،
فداواهما النبى (ص) بريقه الشريف ودعا له واعطاه الرايه
فمضى بها فدك عليهم حصنهم واقتلع باب الحصن بيده
والقاه جانبا، وقتل قائدهم (مرحبا) واقتحم عليهم الجيش
الحصن فكان الفتح على يديه (ع).


على هذه الكلمات اتفقوا، ونحن على يقين من ان الشيخ لم
يخف عليه شى ء منها، ولكن ما العمل وهو يريد ان ينتصر ؟
فحيث يمتنع عليه التاويل فلا بد من التكذيب بكل شى ء ! .


الفصل الرابع - على (ع) والخلافه
هل كان احد من الصحابه يعلم ان لعلى (ع) حقا فى الخلافه، او
يرى انه اولى بها من غيره ؟ .


سوال ينبغى ان يعرض على سنن المصطفى (ص)، وعلى
حقائق تاريخ الاسلام.


اما سنن المصطفى (ص) فقد راينا كيف كان الكلام فيها.


واما حقائق التاريخ فالمراد منها هنا تلك الاحداث التى تلت
وفاه النبى(ص) فتمخضت عن تعيين اول خليفه للمسلمين.


وهل يجهل احد احداث السقيفه ومقدماتها، وردود الفعل ازاء
نتائجها ؟! .


هل غاب على احد كيف تسرب نبا اجتماع بعض الانصار هناك ؟
تلك الشراره التى قدحت من نزاع الاوس والخزرج فيبصرها
عمر، فيدس بنبئها سرا الى ابى بكر وياخذ بيده، فينسلا من
بين جموع المومنين الحافين بجثمان النبى، خاتم سفراء
السماء، فيصحبهما ابو عبيده، فينطلق الثلاثه من المهاجرين لا
غير الى السقيفه، وينفذ الثلاثه احكم نفوذ من خلال
الفجوه التى احدثهاتنافر القطبين الاوس والخزرج، لتظهر فجاه
(البيعه الفلته)لاول خليفه.


تعجل عمر الامر فالتفت الى ابى عبيده فقال له: ابسط يدك
ابايعك ، فانت امين هذه الامه ! فامتنع منها ابو عبيده، فتحول
عمر الى ابى بكر فبسط يده وصفق عليها بالبيعه لخلافه رسول
اللّه، اخطر امر يعرفه الدين وتشهده الدنيا بعد غياب آخر
النبيين ! فلمح الشيخ الاوسى اسيد بن حضير من بين الكفين
منفذا للاجهاز على آخر آمال الطامح الخزرجى سعد بن عباده،
فقفز يسابق الزمن ليصفق بيديه على كفيهما، فيتدافع اتباعه
وكل يريد ان يكون هو السابق، فوطئوا سعدا شيخهم، فتصايح
بعضهم: قتلتم سعدا ! .


فجاءهم الصوت الذى لا يريد شيئا الا انجاز تلك البيعه فى اسرع
وقت: (قتل اللّه سعدا) انه صوت عمر.


وتبددت عاصفه السقيفه، ولكن لتظهر فى ارجاء مدينه الرسول
فى الوان شتى.


فاعداد من الصحابه يتجمعون حلقا حلقا هنا وهناك ، يمر بهم
عمر فيقول: قوموا فبايعوا خليفه رسول اللّه ! .


وجماعه من الانصار يعتصمون فى احيائهم فينطلق اليهم
عبدالرحمن بن عوف يعاتبهم على تخلفهم عن البيعه ويذكر
لهم حق قريش والمهاجرين، فيردوا عليه قائلين: (ان ممن
سميت من قريش من اذا طلب هذا الامر لم ينازعه فيه احد:
على بن ابى طالب ) ! .


وينطلق البراء بن عازب الى فئه ثالثه لا تدرى الى الان بما
يجرى، منهمكه بجثمان النبى (ص) حافه به، فيقول: يا بنى
هاشم، بويع ابو بكر.


فيستغرب ذلك بعضهم فيقول: ما كان المسلمون يحدثون
حدثا نغيب عنه، ونحن اولى بمحمد !.


لكن العباس عم النبى كان اعرف بقومه، فرد قائلا: فعلوها ورب
الكعبه !! .


فمن قرا التاريخ وقف على تفصيل ما وقع، ومن لم يقرا لا يهديه
عقله الا الى ما وقع.


لكن الشيخ ابن تيميه - بالرغم مما قرا وما يقوده اليه عقله -
يتنكر لكل ذلك كما تنكر لسنن النبى الهاديه الى سبيل الرشاد،
فيصور لك تلك البيعه وكانها كلمه اجماع، وكان المسلمين
جميعا، او المهاجرين والانصار على الاقل اجتمعوا فراوا ان
الخليفه بعد النبى لا يكون الا ابو بكر ! ثم كانهم قد توصلوا الى
هذا الاختيار من مجموع المناقب والماثر التى احصوها له
فوجدوها قد فاقت ما احصوه لغيره من اصحاب رسول اللّه،
فهتفوا هتافا واحدا باسم الخليفه المنتخب ! .


وليس فى هذه المره فقط، بل مع خليفته ايضا، ثم مع ثالث
الخلفاء عثمان ايضا، ففى كل ذلك يقول ابن تيميه: كل من له
خبره باحوال القوم يعلم علما ضروريا انه لم يكن مخاصمه فى
امامه الثلاثه ! (علما ضروريا) ما اقبح التكلف واقحام الكلام فى
غير محله ! .


ويقول: ولا كان بين المسلمين فى زمنهم نزاع فى الامامه ! .


ويقول: لم ينازع قط احد من المسلمين فى امامه عثمان
وخلافته، ولا تخاصم اثنان فى ان غيره احق بالامامه منه،
وكذلك ابو بكر وعمر ! .


هذا كله يقوله رجل يقرا فى اصح الكتب عنده واثبت الاسانيد
لديه ان عليا(ع) وبنى هاشم قاطبه لم يبايعوا لابى بكر سته
اشهر حتى توفيت فاطمه الزهراء(ع) اعتقادا منهم بحق على
فى الخلافه، اعتقادا لا تشوبه شائبه !
فمن انكر هذا الذى اتفق عليه البخارى ومسلم كيف سيرضى
بما نقله 7اصحاب التواريخ والسير وان تواتر عندهم ؟!
فما هى قيمه الحقيقه اذا كانت لا تصب فى ساقيه الامراء ! نعم،
حتى لو اقر بتلك الحقيقه عمر بنفسه، ونقلها عنه جميع من
نقل احاديث الاسلام واحداثه، البخارى ومسلم واصحاب السير،
فهولاء جميعا نقلوا خطبه عمر فى اواخر خلافته، تلك الخطبه
التاريخيه التى صرح فيها باشياء من اسرار البيعه الاولى فى
السقيفه، فوصف تلك البيعه بانها كانت (فلته) ولكن وقى اللّه
شرها، وشهد بتخلف على والزبير وبنى هاشم عنها، وخلاف
الانصار فيها.


وابو بكر ايضا يشهد بذلك النزاع، ويبطل دعوى الاجماع، فيقول
فى كلامه للعباس بعدما اشار عليه المغيره بلقاء العباس الذى
ما زال يرفض البيعه، فزاره هو وعمر وابو عبيده وصحبهم
المغيره، فتكلم ابو بكر، الى ان قال: فاختارونى - اى المومنين
- عليهم واليا ولامورهم راعيا.


وما انفك يبلغنى عن طاعن
يقول الخلاف على عامه المسلمين، يتخذكم لجا فتكونون
حصنه المنيع وخطبه البديع.


فاجابه العباس على كل كلامه حتى قال له: وان كان هذا الامر
انما وجب لك بالمومنين، فما وجب اذ كنا كارهين.


وما ابعد قولك انهم طعنوا عليك ، من قولك انهم اختاروك
ومالوا اليك ! .


فهذا الكلام مردود ايضا عند الشيخ وان قاله عمر وابو بكر لانه
يخدش فى تلك الصوره التى رسمها الشيخ للخلافه فاعمل
فيها ريشته ليخرجها صوره صافيه من كل شائبه: فجميع
الصحابه والتابعين كانوا يقولون : ان ابا بكر وعمر افضل من
على، وحتى الشيعه الذين صحبوا عليا كانوا يقولون ذلك ،
وعلى نفسه كان كذلك لا يعرف لنفسه فضيله على ابى بكر او
عمر او عثمان، ولا حق فى الخلافه دونهم ! ثم اضاف الى هذه
الصوره اجماعا آخر يحسبه زاد فى صفائها ونضارتها، فقال:
وايضا فان الصحابه اجمعوا على ان عثمان افضل من على ! .


اجماع مزعوم، يتلوه آخر مثله، لا يعرف الصحابه ولا التابعون
حرفا منها، ولا استطاع ان يدعمها بنقل صحيح سوى ما نقله
عن عبداللّه بن عمر: انا كنا نقول : ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم
نسكت.


وهذا مردود بما رواه البخارى عن عبداللّه بن عمر وقد
سئل فى زمن بنى اميه عن عثمان وعلى، فقال: اما عثمان فقد
عفا اللّه عنه وكرهتم ان يعفو اللّه عنه، واما على فابن عم
الرسول وختنه - وذكر محاسن عمله ثم اشار بيده وقال -: وهذا
بيته فى اوسط بيوت النبى.


وفى هذا القول اكثر من اشاره الى تفضيل على (ع)، هذا مع
كونه قد جفا عليا(ع) مده خلافته لكنه ندم على ذلك وعلى
عدم قتاله معه ندما لم يندمه على شى ء فى حياته.


ومع هذا فان ابن تيميه يقرا كلام ابى ذر الغفارى فى خطبته
فى المسجد النبوى ايام عثمان بن عفان فيونب المسلمين
فيها على تركهم عليا واهل البيت(ع) ويصرح بتفضيلهم على
غيرهم، يقرا ذلك ثم يقول: ان هذا الكلام موقوف على ابى ذر ! .


ترى الم يكن ابو ذر من الصحابه الذين تتحدث عن اجماعهم ،
ام لم يكن كلامك الاول موقوفا على عبداللّه بن عمر ؟! .


الصحابه والبيعه : name="link125">
واليك صوره عن ذلك الاجماع الذى يتحدث عنه الشيخ:
- قال الانصار او بعض الانصار: لا نبايع الا عليا.


- وقال الزبير: لا اغمد سيفا حتى يبايع على.


- وتخلف على وبنو هاشم والزبير وطلحه عن البيعه.


- وانضم الى بنى هاشم فى بيت على: المقداد بن عمرو، وخالد
بن سعيد، وسلمان الفارسى، وابو ذر الغفارى، وعمار بن ياسر،
والبراء بن عازب، وابى بن كعب، وحذيفه بن اليمان، وابن
التيهان، وعباده بن الصامت.


ففى هذه الجماعه التى تعتقد بحق على (ع) فى الخلافه
وترفض البيعه لغيره:
على (ع) الذى قال فيه النبى (ص): (من كنت مولاه فعلى
مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه).


وقال فيه: (على مع
القرآن والقرآن مع على، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض).


وهو عميد اهل البيت الذين قال فيهم النبى مخاطبا
المسلمين: (انى تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتى اهل
بيتى) (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى: كتاب
اللّه، واهل بيتى، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض،
فانظروا كيف تخلفونى فيهما).


وفيهم عمار بن ياسر الذى قال فيه النبى (ص) : (اذا اختلف
الناس كان ابن سميه مع الحق).


وفيهم الاربعه الذين امر اللّه بحبهم واخبر انه يحبهم: (على،
وابو ذر، والمقداد، وسلمان).


وفيهم حذيفه بن اليمان صاحب سر رسول اللّه (ص).


وبعد: الفضل بن العباس يقوم خطيبا فيقول: يا معشر قريش،
انه ما حقت لكم الخلافه بالتمويه ! ونحن اهلها دونكم وصاحبنا
اولى بها منكم.


وعتبه بن ابى لهب ينشد فيهم:
ما كنت احسب ان الامر منصرف
عن هاشم ثم منها عن ابى الحسن
عن اول الناس ايمانا وسابقه
واعلم الناس بالقرآن والسنن
وكان المهاجرون والانصار لا يشكون فى على.


اهل البيت والبيعه : name="link126">
موقف اهل البيت(ع) من البيعه يرسم لك الحدث على صورته
الحقيقيه:
اهل البيت وبنو هاشم وجمع من المهاجرين والانصار
يعتصمون فى بيت على(ع) احتجاجا على نتائج السقيفه،
واصرارا على البيعه لعلى اولى الناس بهذا الامر.


وياتيهم عمر
بجمع مسلح ممن معه فيدعوهم للخروج للبيعه، فابوا ان
يخرجوا، فدعا بالحطب، وقال: والذى نفس عمر بيده لتخرجن
او لاحرقنها على من فيها.


فقيل له: ان فيها فاطمه ! .


فقال: وان !! .


واتى داعى الخليفه الجديد الى على (ع)، فقال: يدعوك خليفه
رسول اللّه.


فقال على (ع): (لسريع ما كذبتم على رسول اللّه).


فرجع الداعى الى ابى بكر فابلغه، فبكى ابو بكر طويلا، فقال
عمر: لا تمهل هذا المتخلف عنك فى البيعه ! فبعث رسوله اليه
ثانيه، فقال: خليفه رسول اللّه يدعوك لتبايع.


فقال على (ع): (سبحان اللّه ! لقد ادعى ما ليس له).


فرجع الرسول وابلغ الرساله، فبكى ابو بكر طويلا، فقام عمر
ومشى معه جماعه حتى اتوا باب فاطمه فدقوا الباب، فلما
سمعت اصواتهم نادت باعلى صوتها : (يا ابت، يارسول اللّه، ماذا
لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابى قحافه ؟!).


فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم
تنصدع واكبادهم تنفطر، الا عمر ! بقى عمر فبقى معه بعضهم،
فاخرجوا عليا ومضوا به الى ابى بكر، فقال له: بايع.


فقال: (انا
احق بهذا الامر منكم، لا ابايعكم وانتم اولى بالبيعه لى).


فقيل له: لست متروكا حتى تبايع.


فقال: (ان انا لم افعل فم ؟!) .


قالوا: اذن واللّه الذى لا اله الا هو نضرب عنقك !! .


فقال: (اذن تقتلون عبداللّه واخا رسوله !) .


فقال عمر: اما عبداللّه فنعم، واما اخو رسوله فلا ! وابو بكر
ساكت، فقال له عمر: الا تامر فيه بامرك ؟! .


فقال: لا اكرهه على شى ء ما كانت فاطمه الى جنبه ! .


فلحق على بقبر رسول اللّه يصيح وينادى: ( ابن ام ان القوم
استضعفونى وكادوا يقتلوننى ) ! .


واتى الرجلان ابو بكر وعمر فاطمه يلتمسان رضاها، فقالت
لهما: نشدتكما اللّه، الم تسمعا رسول اللّه (ص) يقول: (رضا
فاطمه من رضاى، وسخط فاطمه من سخط ى، فمن احب
فاطمه ابنتى فقد احبنى، ومن ارضى فاطمه فقد ارضانى، ومن
اسخط فاطمه فقد اسخطنى ؟!) .


قالا: نعم سمعناه من رسول اللّه.


قالت: فانى اشهد اللّه وملائكته انكما اسخطتمانى وما
ارضيتمانى، ولئن لقيت النبى لاشكونكما اليه.


فما زالت غضبى عليهما حتى توفيت، ولم يبايع على ولا احد
من بنى هاشم سته اشهر حتى توفيت فاطمه.


تلك هى صوره البيعه التى لم ينازع فيها احد !! .


ابن عباس يجهز على دعوى الاجماع :
اى اجماع هذا الذى ابكى ابن عباس - حبر الامه - حتى بل
دمعه الحصى ! .


اى اجماع هذا الذى يصفه ابن عباس بانه الرزيه كل الرزيه ؟! .


البخارى ومسلم واصحاب السنن والتاريخ ينقلون توجع ابن
عباس وهو يقول: (يوم الخميس وما يوم الخميس) ثم بكى
حتى بل دمعه الحصى.


فقيل له: يابن عباس، وما يوم الخميس ؟! .


قال: اشتد برسول اللّه (ص) وجعه، فقال: (ائتونى اكتب لكم
كتابا لا تضلوا بعدى) فتنازعوا، وما ينبغى عند نبى تنازع،
وقالوا: ما شانه، اهجر ؟ استفهموه !! .


فقال: (دعونى، فالذى انا فيه خير) فكان ابن عباس يقول: ان
الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول اللّه (ص) وبين ان يكتب
لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.


فلاى شى ء ذاك البكاء وتلك الرزيه لو كان الصحابه قد وفقوا الى
ما كان يريده النبى (ص) ؟! ولاى شى ء هذا التوجع لو كان
هناك رائحه للاجماع ؟! .


عمر يفصح عن السر : name="link128">
ابن عباس ينتزع السر من صدر عمر اكثر من مره ! .


قال ابن عباس: انى لاماشى عمر فى المدينه اذ قال لى: يابن
عباس، ما ارى صاحبك الا مظلوما.


فقلت فى نفسى: واللّه لا يسبقنى بها.


فقلت له: يا امير المومنين
فاردد اليه ظلامته ! فانتزع يده من يدى ومضى يهمهم ساعه
ثم وقف فلحقته، فقال: يابن عباس ما اظنهم منعهم عنه الا ان
استصغره قومه ! .


فقلت فى نفسى: هذه شر من الاولى، فقلت: واللّه ما استصغره
اللّه ورسوله حين امراه ان ياخذ براءه من صاحبك ! .


اذن فحق الخلافه لعلى، ولم يبايع ابو بكر لفضيله تميز بها ! انما
القوم استصغروا عليا كما ظن عمر هنا ! .


ولكنه فى مره اخرى يكشف لابن عباس عن سر البيعه مفصلا،
فيقول: اتدرى ما منع الناس منكم ؟ .


قال ابن عباس: لا.


قال عمر: لكنى ادرى.


قال ابن عباس: وما هو يا امير المومنين ؟ .


قال: كرهت قريش ان تجتمع فيكم النبوه والخلافه فتجخفوا
جخفا، فنظرت قريش لنفسها فاختارت، ووفقت فاصابت ! .


قال ابن عباس: ايميط عنى امير المومنين غضبه فيسمع ؟ .


قال: قل ما تشاء.


قال: اما قولك : ان قريشا كرهت، فان اللّه تعالى قال لقوم: (
ذلك بانهم كرهوا ما انزل اللّه فاحبط اعملهم )
واما قولك : انا كنا نجخف، فلو جخفنا بالخلافه جخفنا بالقرابه،
ولكنا قوم اخلاقنا مشتقه من اخلاق رسول اللّه (ص) الذى قال
فيه اللّه تعالى: ( وانك لعلى خلق عظيم )، وقال له: ( واخفض
جناحك لمن اتبعك من المومنين ).


واما قولك : فان قريشا اختارت، فان اللّه تعالى يقول: ( وربك
يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيره )، وقد علمت يا امير
المومنين ان اللّه اختار من خلقه لذلك من اختار، فلو نظرت
قريش من حيث نظر اللّه لها لوفقت واصابت.


ثم قال: وامير المومنين يعلم صاحب الحق من هو، الم تحتج
العرب على العجم بحق رسول اللّه ، واحتجت قريش على
سائرالعرب بحق رسول اللّه(ص)؟! فنحن احق برسول اللّه من
سائر قريش.


هذا الكلام رواه الطبرى وابن الاثير وغيرهم.


اذن فان اللّه قد اختار لهذا الامر من خلقه من اختار، وامير
المومنين - عمر - كان عالما بهذا عارفا بصاحب الحق المختار،
ولكن كرهت قريش ما اختاره اللّه ورسوله فاختارت لنفسها !! .


بنود السقيفه شاهده بحق على (ع) :
دخل الثلاثه من المهاجرين سقيفه بنى ساعده حيث اجتمع
بعض الانصار يتداولون امر الخلافه ويذكرون فضائلهم
ونصرتهم للنبى وللمهاجرين ذريعه الى حيازه الخلافه، فبم
احتج عليهم المهاجرون ؟ .


قال عمر بن الخطاب: كنت زورت كلاما اقوله لهم، فلما دنوت
اقول اسكتنى ابو بكر وتكلم بكل ما اردت ان اقول!.


فماذا قال ابو بكر ؟ .


يواصل عمر نقل الخبر من داخل السقيفه فيقول: فتكلم ابو بكر
فحمد اللّه وذكر نبيه ثم قال: فخص اللّه المهاجرين الاولين من
قومه بتصديقه والمواساه له والصبر معه..


فهم اول من عبداللّه
فى هذه الارض وآمن باللّه وبالرسول، وهم اولياوه وعشيرته
واحق الناس بهذا الامر من بعده لا ينازعهم الا ظالم ! .


هذه هى حجه ابى بكر: المهاجرون الاولون من قومه هم اولياوه
وعشيرته واحق لناس بهذا الامر بعده، لا ينازعهم الا ظالم ! .


فتكلم احد الانصار يحث اصحابه على التمسك بكلمتهم وعدم
تسليم الامر للمهاجرين، فيرد عليه عمر هذه المره منتصرا
بحجته التى لم يات بغيرها، فما كانت حجته ؟! .


قال عمر: فقلت : هيهات، لا يجتمع سيفان فى غمد، واللّه لا
ترضى العرب ان تومركم ونبينا من غيركم، ولا تمتنع العرب ان
تولى امرها من كانت النبوه فيهم، ولنا بذلك الحجه الظاهره،
من نازعنا سلطان محمد ونحن اولياوه وعشيرته الامدل
بباطل، او متجانف لاثم، او متورط فى هلكه !! .


- هذه هى حجه عمر، الحجه الظاهره: سلطان محمد فى
اوليائه وعشيرته الذين كانت النبوه فيهم، لا ينازعهم عليه الا
مبطل آثم متورط فى هلكه ! .


فتكلم بعد بشير بن سعد - من زعماء الانصار - فقال: يا معشر
الانصار، انا واللّه وان كنا اولى فضيله وسابقه فى الدين، الا ان
محمدا من قريش، وقومه اولى به، وايم اللّه لا يرانى اللّه انازعهم
هذا الامر ابدا.


وهكذا تمت بنود السقيفه وعقدت البيعه على اساسها: قوم
محمد (ص) واولياوه وعشيرته اولى به، لا ينازعهم على ذلك
الا ظالم مبطل آثم متورط فى هلكه !! .


فهل نطقت هذه البنود بشى ء الا وعلى (ع) اولى به من سائر
الناس ؟! .


انها بيعه صريحه لعلى بن ابى طالب لو اذن لها ان تتم، ولكن
تعجلها المتعاقدون على الخلافه قبل ان ياذنوا بفرصه يراجع
فيها القوم انفسهم ليروا من هو الرجل الذى تجتمع فيه هذه
الشرائط على اتمها بلا منازع.


ومن هنا لما خاصمهم على (ع) فقال: اللّه اللّه يا معشر
المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وقعر بيته الى
دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا اهله عن مقامه فى الناس
وحقه، فواللّه يا معشر المهاجرين لنحن احق الناس به، لانا اهل
البيت، ونحن احق بهذا الامر منكم ما كان فينا : القارى لكتاب
اللّه، الفقيه فى دين اللّه، العالم بسنن رسول اللّه المضطلع بامر
الرعيه، القاسم بينهم بالسويه، واللّه انه لفينا فلا تتبعوا الهوى
فتضلوا عن سبيل اللّه فتزدادوا من الحق بعدا.


فلما سمعوا منه هذا الكلام قال بشير بن سعد الانصارى - الذى
اقر بنود السقيفه -: لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك قبل
بيعتها لابى بكر ما اختلف عليك اثنان.


ووفقا لهذه البنود خاصمهم على (ع)، فقال لابى بكر حين
دعاه للبيعه: (انا احق بهذا الامر منكم، لا ابايعكم وانتم اولى
بالبيعه لى، اخذتم هذا الامر من الانصار واحتججتم عليهم
بالقرابه من النبى (ص) وتاخذونه منا اهل البيت غصبا!)
وقال:
فان كنت بالشورى ملكت امورهم
فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم
فغيرك اولى بالنبى واقرب
وقال لما بلغته اخبار السقيفه: ما قالت الانصار ؟ .


قالوا: قالت : منا امير ومنكم امير.


( فقال (ع): فهلا احتججتم عليهم بان رسول اللّه (ص) وصى
بان يحسن الى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ؟! .


قالوا: وما فى هذا من الحجه عليهم ؟! .


قال: لو كانت الامامه فيهم لم تكن الوصيه بهم.


ثم قال (ع) : فماذا قالت قريش ؟ .


قالوا: احتجت بانها شجره الرسول (ص).


فقال (ع): احتجوا بالشجره واضاعوا الثمره !.


هكذا شهدت بنود السقيفه بحق على فى الخلافه بلا منازع.


مصير بنود السقيفه : name="link130">
ان كانت بنود السقيفه لم تبلغ منتهاها فى اول الامر بل توقفت
عند (قريش) الدائره الكبرى فى عشيره النبى دون ان تاخذ
طريقها الى قلب الدائره ومجتمع شرائطها - اهل بيت النبى
(ص) - فانها قد لقت حتفها على يد منشئها الاول آخر الامر ! .


توفى ابو بكر، وتوفى ابو عبيده، وبقى قائد الثلاثه الى السقيفه
عمر، فلما اشرف على الوفاه ترحم على رفيقه الماضى ابى بكر
اذ ترك له حجه يستطيع ان يتكى عليها فيوصى لمن يشاء
بالخلافه بعده، فتذكر رفيقه الثانى ابا عبيده، فقال: لو كان ابو
عبيده حيا لوليته.


فلما لم يجد ابا عبيده حيا رجع الى بنود السقيفه فنقضها
علانيه وكانه لم يقل بحرف منها ولم يسمع من صاحبيه منها
حرفا، فقال: لو كان سالم مولى ابى حذيفه حيا لوليته ! .


وسالم مولى، لا هو من قريش ولا تربطه بقريش صله، فكيف
استحق الخلافه وفى قريش رجالها القادرون على الامر؟! هل
سترتضى قريش ذلك ؟! .


تنهد مره اخرى ثم قال: لو كان معاذ بن جبل حيا لوليته ! .


ومعاذ بن جبل من الانصار الذين اغار عليهم عمر فى السقيفه
يحاججهم بحق المهاجرين وحق قريش فقال: (ولنا بذلك
الحجه الظاهره، من نازعنا سلطان محمد ونحن اولياوه
وعشيرته الا مدل بباطل او متجانف لاثم او متورط فى هلكه !).


فكيف اصبح صاحب تلك الحجه الظاهره على الانصار يعيد
اليهم الخلافه بنفسه ؟! .


فهل ترى من هذا ان بنود السقيفه كانت عقيده ودينا، ام انها
ذريعه فقط لانتزاع الخلافه ؟! .


ايا كانت تلك البنود فقد لقت حتفها على هذه الطريقه على يد
منشئها الاول والممهد لها والقائد اليها.


كلمه واحده تكفا الميزان :
انها كلمه (نعم)، او اشاره بالقبول لو صدرت من ابى عبيده
حين ابتدا به عمر فى السقيفه، لكانت قد غيرت ميزان ابن
تيميه بالكامل.


ولو ان ابا عبيده اشار بيده اشاره القبول، او قال : (نعم) لوجدته
افضل هذه الامه بعد نبيها، ولوجدت ان كلمه الاجماع تلتقى
عند البيعه له، ولوجدت كل ما تقراه من (احاديث) فى تفضيل
ابى بكر قد دارت عنه الى ابى عبيده ! .


كلمه واحده كانت قادره على تغيير التاريخ، بل وتغيير كم كبير
من احاديث الفضائل بلا ريب، لانه حين يبايع بالخلافه فسوف
يكون الافضل على هذه الطريقه، ومن لم يقل انه افضل
الصحابه فقد ازرى على المهاجرين والانصار ! .


فهكذا قضى ابن تيميه على من قال بتفضيل على على عثمان،
يقول: من جعل عليا افضل من عثمان فقد ازرى على
المهاجرين والانصار.


اذن هى كلمه (نعم) لو قالها ابو عبيده حين قال له عمر: ابسط
يدك ابايعك ، لاصبح بها افضل من ابى بكر وعمر وعثمان بلا
نزاع ! .


ويوم اشرف عمر على الوفاه الم يقل: لو كان ابو عبيده حيا
لوليته ؟ اذن لو كان حيا لاصبح افضل من عثمان، ومن فضل
عثمان عليه فقد ازرى على المهاجرين والانصار ! .


هذه هى قاعده التفضيل عند الشيخ، وعلى هذه القاعده صيغت
احاديث الفضائل التى تقراها اليوم.


يقول الامام محمد الباقر بن على بن الحسين(ع): (وجد
الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به الى
اوليائهم وقضاه السوء وعمال السوء فى كل بلده، فحدثوهم
بالاحاديث الموضوعه المكذوبه..


حتى صار الرجل الذى يذكر
بالخير، ولعله يكون ورعا صدوقا، يحدث باحاديث عظيمه
عجيبه من تفضيل بعض من قد سلف من الولاه ولم يخلق اللّه
تعالى شيئا منها، ولا كانت وقعت، وهو يحسب انها حق لكثره
من رواها ممن لم يعرف بالكذب ولا بقله ورع).


وقال نفطويه محمد بن عرفه: ان اكثر الاحاديث الموضوعه فى
فضائل الصحابه اختلقت فى ايام بنى اميه تقربا اليهم بما
يظنون انهم يرغمون به انوف بنى هاشم.


وقال المدائنى: كتب معاويه الى عماله بعد عام الجماعه: ان
برئت الذمه ممن روى شيئا فى فضل ابى تراب واهل بيته.


وكتب اليهم: ان انظروا من قبلكم من شيعه عثمان ومحبيه
واهل بيته والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم
وقربوهم واكتبوا لى بكل ما يروى كل رجل منهم واسمه واسم
ابيه وعشيرته.


قال: ففعلوا ذلك حتى اكثروا فى فضائل عثمان ومناقبه لما
كان يبعثه اليهم معاويه من الصلات والكساء والحباء والقطائع
ويفيضه عليهم فى العرب والموالى، وكثر ذلك فى كل مصر
وتنافسوا فى المنازل والدنيا، فلبثوا بذلك حينا.


ثم كتب الى عماله: ان الحديث فى عثمان قد كثر وفشا فى كل
مصر وفى كل وجه وناحيه، فاذا جاءكم كتابى هذا فادعوا الناس
الى الروايه فى فضائل الصحابه والخلفاء الاولين، ولا تتركوا خبرا
يرويه احد من المسلمين فى ابى تراب الاوتاتونى بمناقض له
فى الصحابه، فان هذا احب الى واقر لعينى، وادحض لحجه ابى
تراب وشيعته، واشد عليهم من مناقب عثمان وشيعته ! .


فقرئت كتبه على الناس، فرويت اخبار كثيره فى مناقب
الصحابه مفتعله لاحقيقه لها..


حتى انتقلت تلك الاخبار
والاحاديث الى الديانين الذين لايستحلون الكذب والبهتان،
فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق، ولو علموا انها باطله لما
رووها ولا تدينوا بها.


اذن هذا الكم الهائل من الاحاديث الموضوعه فى فضائل الخلفاء
الاولين من سيكون اولى به من ابى عبيده لو اشار بيده، او قال
(نعم) ؟ .


ذاك كل ما بنى عليه عقيدته فى الخلافه والتفضيل.


سراب
توهم الى حد اليقين انه الماء، فظن ان الماء الذى ادار له ظهره
سرابا ! فتعصب لهذا (اليقين الوهم) ايما تعصب، فكذب بكل ما
يقوضه من حقائق الدين والتاريخ، غرورا بسراب كذب ( يحسبه
الظمئان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ) وجحودا بماء فرات
عذب (وجعلنا من الماء كل شى ء حى ).


الصحابه والتفضيل : name="link132">
لم يعرف الصحابه شيئا مما رسمه ابن تيميه فى لوحته، لم
يعرفوا ما وصفه من اجماع على تفضيل ابى بكر، وان ابا بكر
وعمر وعثمان افضل من على.


لم يعرف الصحابه ذلك ، ولا عرفه عمر نفسه يوم وقف فى
السقيفه بين ابى بكر وابى عبيده فادار ظهره لابى بكر، ومد
يده لابى عبيده قائلا: ابسط يدك ابايعك فانت امين هذه الامه !
.


لم يعرف عمر آنذاك ان ابا بكر كان افضل من ابى عبيده، ولا
اولى منه بالخلافه.


هذا، مع ان عمر هو اكثر الصحابه تقديما لابى بكر، وهو الذى
راى فيه رايه وقاده الى السقيفه، ولولا ذلك لكان كل شى ء قد
تغير، فغيره من الصحابه اذن اولى ان لا يعرف هذا لابى بكر.


لقد كان ابن حزم اكثر دقه واقرب الى الصواب بكثير حين تكلم
فى التفضيل، فهو وان كان شديد الحماس فى نصره رايه، الا انه
لم يتنكر لكل ما ثبت فى خلافه، فقال فى مستهل كلامه: ذهب
بعض اهل السنه، وبعض المعتزله وبعض المرجئه وجميع
الشيعه الى ان افضل الامه بعد رسول اللّه (ص) على بن ابى
طالب.


قال: وقد روينا هذا القول نصا عن بعض الصحابه (رضى اللّه
عنهم) وعن جماعه من التابعين والفقهاء.


وقال: وروينا عن نحو عشرين من الصحابه ان اكرم الناس على
رسول اللّه(ص) على بن ابى طالب.


فهل كان ذاك الاجماع الا امانى !! .


اما معاويه بن ابى سفيان فقد اقر اجماعا معكوسا ! فكتب
يخاطب محمد بن ابى بكر: قد كنا وابوك معنا فى حياه نبينا
نرى حق ابن ابى طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا، فلما اختار
اللّه لنبيه ما عنده قبضه اليه، فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه
وخالفه، على ذلك اتفقا واتسقا !! .


وهذا الاجماع الذى اقره معاويه هنا هو عند حبر الامه عبداللّه
بن عباس عقيده راسخه، وجزم لا تردد فيه، وسيرته كلها
شاهده بذلك ، ثم هو القائل فى مجلس معاويه: كان واللّه على
علم الهدى، وكهف التقى.


خير من آمن واتقى، وافضل من
تقمص وارتدى، وابر من انتعل وسعى.


واكثر من شهد النجوى
سوى الانبياء والنبى المصطفى، وهو ابو السبطين، فهل يقارنه
بشر ؟!.


فعلى من انتقصه لعنه اللّه والعباد الى يوم التناد.


ومع هذا يقول ابن تيميه: من عرف حال ابن عباس علم انه كان
يفضل ابا بكر وعمر على على ! .


ويقول: ما اختلف احد من الصحابه والتابعين فى تفضيل ابى
بكر وعمر وتقدمهما على جميع الصحابه ! .


ابن تيميه ينقض غزله :
اولا : اذا كان هناك قد اطلق الاجماع على تفضيل ابى بكر
وعمر وعثمان، وان احدا لم ينازع فيه، فهو يتراجع هنا فيجعل
هذا الموضوع محل نزاع بين المسلمين منذ عهد الصحابه
الاولين ! .


فحين يقول ابن المطهر: على بن ابى طالب كان افضل الخلق
بعد رسول اللّه(ص).


قال ابن تيميه فى جوابه: انها دعوى مجرده تنازع فيها جمهور
المسلمين من الاولين والاخرين ! .


وثانيا : يقول: فان قيل: اذا كان ما صح من فضائل على
(رضى اللّه) كقوله: (لاعطين الرايه رجلا يحب اللّه ورسوله
ويحبه اللّه ورسوله) وقوله: (اما ترضى ان تكون منى بمنزله
هارون من موسى) وقوله : (اللهم هولاء اهل بيتى فاذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا) ليس من خصائص على، بل له فيه
شركاء، فلماذا تمنى بعض الصحابه ان يكون له ذلك كما روى
عن سعد بن ابى وقاص وعمر بن الخطاب؟! .


فالجواب : ان فى ذلك شهاده النبى (ص) لعلى بايمانه باطنا
وظاهرا، واثباته لموالاته للّه ورسوله ووجوب موالاه المومنين
له.


اذن كان عمر وغيره من الصحابه يتمنون ان تكون لهم واحده
من خصائص على، ويتمنون لو ان النبى (ص) قد شهد لهم
بفضيله واحده مما شهد به لعلى، اليس فى هذا اقرار منهم بان
عليا (ع) هو الافضل ؟! وهل يكون الاقرار غير هذا؟! .


وثالثا : لم يقف الشيخ عند هذا القدر من الاقرار بالتنازع،
وبالشهاده لعلى وحده بكمال الايمان ظاهرا وباطنا، بل يذهب
فى موضع آخر الى نقيض عقيدته تلك فى التفضيل تماما !
فيستدل باحاديث صحاح على ان اهل البيت(ع) افضل من سائر
المسلمين، وان اولهم بعد النبى هو على(ع) ! .


هكذا استنتج الشيخ مره لم يكن فيها منشغلا بالدفاع عن
المذهب، بل كان مسترسلا فى حديث ساقه الى ذكر بنى
هاشم، فقال:
ان بنى هاشم افضل قريش، وقريشا افضل العرب، والعرب افضل
بنى آدم ، كما صح ذلك عن النبى ( قوله فى الحديث الصحيح:
(ان اللّه اصطفى بنى اسماعيل، واصطفى كنانه من بنى
اسماعيل، واصطفى قريشا من كنانه، واصطفى بنى هاشم من
قريش).


وفى صحيح مسلم عنه انه قال يوم غدير خم: (اذكركم اللّه فى
اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل
بيتى).


وفى السنن: انه شكا اليه العباس ان بعض قريش يحقرونهم،
فقال:
(والذى نفسى بيده لا يدخلون الجنه حتى يحبوكم للّه
ولقرابتى).


قال: واذا كانوا افضل الخلائق فلا ريب ان اعمالهم افضل
الاعمال ! وكان افضلهم رسول اللّه الذى لا عدل له من البشر.


ففاضلهم افضل من كل فاضل من سائر قبائل قريش والعرب،
بل وبنى اسرائيل وغيرهم.


ثم على، وحمزه، وجعفر، وعبيده بن الحارث، هم من السابقين
الاولين من المهاجرين، فهم افضل من الطبقه الثانيه من سائر
القبائل، ولهذا لما كان يوم بدر امرهم النبى بالمبارزه.


وهل بعد هذا الاقرار اقرار: (ففاضلهم افضل من كل فاضل من
سائر قبائل قريش والعرب، بل وبنى اسرائيل وغيرهم)، (واذا
كانوا افضل الخلائق فلا ريب ان اعمالهم افضل الاعمال).


فعليه اذن ان يقول بتخطئه من خالف هذا القول فى التفضيل،
لانه تفضيل ربانى واصطفاء الهى، ولكنه على العكس ذهب
يحرم القول بهذا التفضيل ويرد عليه جاعلا القول به ازراء على
الصحابه الذين قدموا عثمان، فكيف بتفضيله على ابى بكر
وعمر ؟! ناسيا انه قد رد بذلك على الاصطفاء الالهى والتفضيل
النبوى لاهل البيت.


ترى هل يكون قول عدد من الصحابه مقدما على قول اللّه
ورسوله ؟! فاذا تعارض القولان فايهما ناخذ ؟! هل يصح ان يكون
هذا موضوعا لسوال يتنازع فيه المسلمون ؟! .


ايرد قول اللّه ورسوله بقول صحابى، او حتى باجماع الصحابه
الذى يتخيله الشيخ ؟! .


ام بعد هذا تسال عن عجب ؟! .


لا محل للمفاضله : name="link134">
ان نصوص القرآن والسنه قاطعه بانتفاء اوجه المقابله
والمفاضله بين على وغيره من الصحابه.


- فعلى قضى له اللّه تعالى بالطهاره فى آيه التطهير، وخصه
النبى بها فى حديث الكساء.


- وعلى ولى المومنين فى آيه الولايه من سوره المائده: ( انما
وليكم اللّه ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوه ويوتون
الزكوه وهم ركعون ).


وفى خطبه الغدير: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من
ولاه وعاد من عاداه) فكلهم داخلون فى ولايته .


- وكلهم مامورون بالتمسك بطاعته وولايته بنص خطبه
الغدير ايضا: (انى تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتى اهل
بيتى) وتمسكهم بولايته شرط للهدايه والامان من الضلال كما
فى قوله (ص): (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا
بعدى: كتاب اللّه، وعترتى اهل بيتى).


مع عشرات من النصوص الاخرى الثابته فى وجوب طاعته.


وهل ابقى حديث رايه خيبر موضعا للمقايسه ؟! .


واى محل للمفاضله بين اول من يجثو بين يدى الرحمن
للخصومه يوم القيامه وبين غيره ؟! .


روى البخارى عن على (ع) قال: (انا اول من يجثو بين يدى
الرحمن للخصومه يوم القيامه).


وروى غيره قول النبى (ص):
(اول هذه الامه ورودا على نبيها اولها اسلاما على بن ابى
طالب).


وبعد، فهذا قول على (ع): (لا يقاس بال محمد (ص)من هذه
الامه احد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه ابدا، وهم
اساس الدين وعماد اليقين، اليهم يفى ء الغالى، وبهم يلحق
التالى، ولهم خصائص حق الولايه، وفيهم الوصيه والوراثه).


وقال رسول اللّه (ص): ( نحن بنو عبدالمطلب ساده اهل الجنه:
انا وحمزه وعلى وجعفر والحسن والحسين والمهدى) .


سلمان وصهيب وبلال افضل ام ابو بكر ؟ :
لا اريد من وراء هذه المفاضله الا الدعوه الى التحرر من تقليد
كل ما صنعه التاريخ ، فليس من الضرورى ان يكون التاريخ
منصفا فى كل شى ء .


اخرج مسلم فى صحيحه: ان سلمان وصهيبا وبلالا كانوا قعودا
فمر بهم ابوسفيان، فقالوا: ما اخذت سيوف اللّه من عنق عدو
اللّه ماخذها.


فقال لهم ابو بكر: اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ؟! فاخبر
النبى (ص) بذلك ، فقال له النبى (ص): (يا ابا بكر، لعلك
اغضبتهم ؟! لئن اغضبتهم لقد اغضبت ربك ).


وفى هولاء الثلاثه وخباب معهم نزل قوله تعالى: ( واصبر
نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوه والعشى يريدون وجهه )،
وفى ابى بكر وعمر نزل قوله تعالى: ( يا يها الذين ءامنوا لا ترفعوا
اصوتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم
لبعض ان تحبط اعملكم وانتم لا تشعرون )، فاى الفريقين اولى
بالتفضيل ؟! .


خاتمه القول على لسان على (ع) :
ان لعلى (ع) عشرات من البيانات والخطب يضع فيها القول
الفصل فى امر الخلافه والتفضيل، فمن ذلك قوله:
-(اما واللّه لقد تقمصها فلان وانه ليعلم ان محلى منها محل
القطب من الرحا، ينحدر عنى السيل، ولا يرقى الى الطير..


فيا عجبا، بينا هو يستقيلها فى حياته، اذ عقدها لاخر بعد وفاته
!! لشدما تشطرا ضرعيها ..


صبرت على طول المده وشده
المحنه..


حتى اذا مضى لسبيله جعلها فى جماعه زعم انى
احدهم ! فيا للّه وللشورى، متى اعترض الريب فى مع الاول
منهم حتى صرت اقرن الى هذه النظائر !).


- (اين الذين زعموا انهم الراسخون فى العلم دوننا كذبا علينا،
ان رفعنا اللّه ووضعهم، واعطانا وحرمهم، وادخلنا واخرجهم ؟! .


بنا يستعط ى الهدى ويستجلى العمى..


ان الائمه من قريش،
غرسوا فى هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا تصلح
الولاه من غيرهم).


- (فاين تذهبون ؟! وانى توفكون ؟! والاعلام قائمه، والايات
واضحه، والمنار منصوبه، فاين يتاه بكم ؟! وكيف تعمهون
وبينكم عتره نبيكم وهم ازمه الحق، واعلام الدين، والسنه
الصدق ؟! .


فانزلوهم باحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم
العطاش..


).


الفصل الخامس- نهضه الحسين (ع) واستشهاده
(حسين منى وانا من حسين.


احب اللّه من احب حسينا.


حسين سبط من الاسباط).


رسول اللّه (ص)
كان بنو اسرائيل يقتلون الانبياء،،
وقتل الحسين ليس باعظم من قتل الانبياء !!
ابن تيميه
تلفتنا يمينا وشمالا فلم نجد بيننا انبياء نقتلهم، فطفقنا نقتل
ابناء نبينا خاتم الانبياء ! .


لقد كنا سراعا جد سراع فى تصديق ذاك النذير النبوى الخطير:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو
سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) قالوا: اليهود والنصارى ؟ قال:
(فمن اذن ؟!).


وهل اعرف من بنى اسرائيل ب (سنه) قتل الانبياء ؟! ام هل
افتقدوا علماء سوء يزينون لهم ذلك ؟! .


وهل رات امتنا من ابناء الانبياء غير الحسن والحسين اللذين
قال فيهما رسول اللّه (ص): (هذان ابناى)، فماذا لو ركبت فيهم
سنه بنى اسرائيل ؟! فهل ستعدم المفتين الذين يتبعون سنن
علماء بنى اسرائيل ؟! .


ان (شيخ الاسلام) ابن تيميه يقول: ان بنى اميه ليسوا باعظم
جرما من بنى اسرائيل:
فمعاويه حين امر بسم الحسن فهو من باب قتال بعضهم بعضا !
.


ويزيد ليس باعظم جرما من بنى اسرائيل، كان بنو اسرائيل
يقتلون الانبياء، وقتل الحسين ليس باعظم من قتل الانبياء !! .


معذره يا رسول اللّه ان تلد امه تنتسب اليك ابناء على هذا
المدى من العقوق!.


لا شك - يا سيدى - ان عجبك لهذا اللسان السليط اشد من
عجبك لتلك الايدى الجريئه التى لم تتورع فى سفك دماء
سبطك وريحانتك ! .


عقوق جمدت معه كل قسمات الوجه، فلما لم يجد ما يستر فيه
سواه يزيد اكتشف له عذرا آخر فقال: ولا نقل احد انه كان على
اسوا الطرائق التى توجب الحد ! .


لا ريب ان مفتى البلاط لا يندى له جبين.


سترى كيف القى ابن تيميه باللائمه على الامام الحسين (ع)،
وعلى اهل المدينه المنوره، وعلى اهل مكه، لانهم كانوا سببا
فى فساد كبير وشر عظيم لم يكن يحصل لو قعدوا فى بيوتهم
واحسنوا الطاعه للخليفه يزيد ! .


سنه اخرى من سنن بنى اسرائيل ! ( لعن الذين كفروا من بنى
اسرءيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون ).


ولكن فى مدرسه التاويل قتله الانبياء مثابون على فعلهم هذا
لحسن اجتهادهم فى طلب الحق والصلاح !!
يقول ابن تيميه : واما اهل التاويل المحض فاولئك مجتهدون
مخطئون، خطوهم مغفور لهم، وهم مثابون على ما احسنوا فيه
من حسن قصدهم واجتهادهم فى طلب الحق واتباعه.


هذا الكلام يقوله ابن تيميه فى الجدال عن يزيد وتبرير اخطائه،
فمن المناسب جدا ان يدعمه باتفاق العلماء على انهم لا
يكفرون اهل القبله بمجرد الذنوب ولا بمجرد التاويل، وان
الشخص الواحد اذا كانت له حسنات وسيئات فامره الى اللّه
تعالى.


ويزيد من اين له الحسنات ؟

/ 12