• عدد المراجعات :
  • 2149
  • 7/23/2011
  • تاريخ :

علي عليه السلام وروح العبادة

الامام (ع)

إن الإسلام اهتمَّ كثيراً بالعبادة، وبروح العبودية الحقّة، أي الارتباط بين الإنسان وربه، وحب الله، والانقطاع إلى ذاته ـ وهي أكمل العبادات ـ والحديثان أو الثلاثة التي ذكرتها كانت نماذج، وإلا فالأحاديث كثيرة بهذا الصدد. وقد سمعنا قول أمير المؤمنين المعروف "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك"1.

دعاء كميل بأكمله هو هذا القول بمعنى أوسع. فلا نرى في هذا الدعاء ذكراً للجنة والنار، وان ذكرا فإنه استطراد لمناسبة وبحث آخر. الأدعية الإسلامية على اختلاف مستوياتها تتمتع بمضامين جيدة. منها الدعاء المذكور في المفاتيح واسمه "المناجاة الشعبانية". يذكر أن أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده كانوا يقرأون هذا الدعاء. فهو دعاء بمستوى الأئمة عليه السلام، فعندما يقرأ الإنسان هذا الدعاء يفهم معنى العبادة في الإسلام، فلا يوجد هناك إلا العرفان والحب والعشق لله، والانقطاع إليه وفيه تمام المعنوية: "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز نورك الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً".

فتصور هذه المعاني وفهمها صعب علينا. وهكذا دعاء أبي حمزة. والمناجاة الخمس عشرة للإمام زين العابدين عليه السلام وقد ذكرت في المفاتيح، منها: مناجاة الخائفين، مناجاة الذاكرين، ومناجاة الطالبين و... وانها لرائعة وعالية المضمون، بحيث انها تحير الإنسان وتذهله. ففي نهج البلاغة كثير من الأحاديث بهذا الشأن. 2

فمن كلماته عليه السلام التي يخاطب بها كميلاً: إن الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم، وهمج رعاع، ثم يقول الإمام: إن لي كلاماً طويلاً لا أجد من يصغي إليه. فيقسم الأفراد ويقول: إن بعضهم أذكياء جداً وهم يفهمون، ولكن لا يمكن الاعتماد عليهم، لأنهم يجعلون ذلك وسيلة لمطامعهم الدنيوية. والبعض الآخر أناس طيبون لكنهم همج لا يفقهون، فلمن أقول كلامي؟ عليّ أن آخذ ما أعلمه إلى القبر معي، فلا أجد من هو أهل له. ثم لأجل أن لا يخيب الجميع يقول: "اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهراً مشهوراً وإما خائفاً مغموراً... ويزرعوها في قلوب اشباههم". ثم يقول عن هؤلاء: "هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة" يظهر أن هذا العلم هو ما أفيض عليهم وليس العلم المكتسب، "وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون"3.

المصادر:

1- بحار الأنوار، ج41، الباب 101 ص14، مع اختلاف يسير.

2- التربية والتعليم في الإسلام

3- نهج البلاغة، الحكمة: 147.


ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج

لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟

لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون

الفطرة والعادة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)