• عدد المراجعات :
  • 5399
  • 1/16/2007
  • تاريخ :

ثبات العقل .. راحة للجسم

لكل مكان في الجسد، ولكل منطقة أو عضو امتداده وبعده الخارجي، فجسدنا حكيم ويعرف كيف يجب أن تسير الأمور، والجسد السليم يخلق من حوله، وبصورة آلية محيطاً صحياً وناجحاً لأن العالم المحيط يساوي العالم الداخلي.

من المسؤول عن الأمراض والمشكلات؟

إنه العقل، كونه ينسب الواقعية لأفكاره، فتسكن أفكار العقل في الجسد، وتبدأ رحلة المعاناة والألم

لا شك أننا مررنا بلحظات هجرنا فيها الهموم، واستغرقنا في استرخاء لذيذ من الحرية المطلقة، آنذاك شعرنا بالغبطة والهدوء والانسجام مع العالم، وفي سيرنا عبر الحياة يكشف العقل المعارف الجديدة، ويحل المشكلات، فهو دائم الانتقال والتجوال في أبعاد الجسد، ومراكز الوعي والاتحاد.

عندما ينزل العقل إلى مركز الاتحاد، يلتقي بالمشاعر والأحاسيس والعقل جاف ومتشكل، أما الأحاسيس والمشاعر فرطبة ولا شكل لها، وبالتقاء العقل المنطقي مع الأحاسيس والمشاعر يفقد قوالبه الجامدة ويضحى أكثر مرونة وتصبح المشاعر أكثر كثافة وتمنح شكلاً فينتج التناغم والتوافق.

مراكز متعددة

لدى الإنسان ثلاثة مراكز اتحاد، المركز الطاقي الأول في منطقة الحوض (البطن) العقل البدئي المسؤول عن الطاقات الحيوية، والمركز الطاقي الثاني في منطقة القلب، فهو مسؤول عن المحبة تجاه الناس وكل ما هو حي على وجه الأرض.

أما المركز الطاقي الثالث في منطقة العين الثالثة (البصيرة) فهو مسؤول عن المحبة الكونية ومراكز الاتحاد الثلاثة مسؤولة عن مظاهر المحبة على اختلاف مستوياتها تجاه الذات والإنسانية والكون. ووجود العقل في كل مركز اتحاد يساعد الإنسان على الاتحاد مع العالم على المستويات الثلاثة: الشخصي والإنساني والكوني.

بإدراك مراكز الاتحاد نتجاوز القلق ونحقق القدرة على تحرير الأشياء التي بمنحها الحرية تحقق النمو الروحاني، وهذا فإن مركز الاتحاد الأول يدعى سرج القوى الروحانية لما له من دور هام في النمو الروحاني،.

وفي اتحاد العقل مع الجسد في المركز الطاقي الأول تظهر الطاقة الحيوية، فالعالم المحيط بالإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي، غير أن المشكلة الرئيسية عند الإنسان تكمن في التفكير ضمن حدود مصطلحات الزمن والمسافة، التي يخلقها تفكيرنا المستقيم المجزأ، وبإدراك هذا الانعكاس للعالم المحيط لعالمنا الداخلي يبدأ كل شيء بالتحقق، وكل ما نحتاجه يقبع في دواخلنا.

الاتصال مع الخارج

مركز الاتحاد الثاني القلب، وهو المعني بالعلاقات المتبادلة والاتصال مع العالم الخارجي، وتبادل مشاعر المحبة الإنسانية، ولكي نوجه جسدنا نحو هذا المركز لابد أن يتجول العقل في كل زوايا الأحاسيس والمشاعر.

وأن نسمح لها بالظهور، وإن آلمتنا في البداية، فمن ألمها نجلب الفرح وعندها تظهر خصائص كالشهامة والرأفة وتبرز إيجابيات هذا الاتحاد.. باتحاد العقل مع الجسد يشفى الألم.. باتحاد العقل مع المشاعر تتوقف الأخيرة عن إيلامنا.. باتحاد العقل مع الخوف تتلاشى الأخيرة والمشكلة تنحل والرغبة تتحقق.

الحدس

المركز الثالث:

العين الثالثة (البصيرة) السر المستودع في الإنسان به يستشرف القادم ويتوقع الممكن في الزمن وبسبب تحقيقه للمحبة الإنسانية ازدادت شفافيته وتوسعت هالة الحب لتشمل الكون بما يحتويه من خلائق الذين يحققون الاستبصار والحدس لتجاوزهم الزمن والمسافة عبر تأملهم التجاوزي خارج الحدود.

العقل المجزأ أو المستقيم

·     مبادئ أساسية

·     يختلف الناس في أساليب عيشهم ورؤيتهم للحياة، لكن مع اختلاف الطبائع والأساليب يمكن للناس أن يختاروا احد المبادئ الأربعة التي يمكن تطبيقها في اتحاد العقل والجسد للوصول إلى التحرر والسلام والانجاز.

·     *المبدأ الأول

·     المحافظة على مركز الاتحاد الأول: أي أن نضع العقل في مركز الاتحاد ونبقيه هناك، عندها ستظهر الطاقة الحيوية، لكن لابد من التنويه أن العقل صلب وعنيد ولا يمكن إجباره، غير أننا نستطيع خداع هذا العقل وذلك بمنعه من التوجه إلى مركز الاتحاد. ومن مبدأ كل ممنوع مرغوب ستتولد رغبة هائلة للعقل للتواجد في مركز الاتحاد.

·     بهذه الطريقة يمكن ممارسة الحياة اليومية من تجارة ومحادثات وكل أشكال العمل وستكون النتائج مدهشة وأكثر فعالية. كما يمكن وضع العقل في النقطة الجديدة بالاهتمام والسيطرة عليه.

·     إن تعلم إبقاء العقل في الأسفل بمركز الاتحاد في المواقف المتأزمة يؤدي إلي الخروج من الإشكاليات بسهولة مع اكتساب الثبات والاستقرار في الحياة.

·     * المبدأ الثاني:

·     يتلخص هذا المبدأ بالحفاظ على العقل في حالة الاسترخاء التام «العقل والجسد» ولكما استغرقنا في الاسترخاء تتعمق حالة الطاقة الحيوية لدينا، ولكن لابد أن ننتبه إلى محاولات الاسترخاء حيث كلما بذلت جهداً بالاسترخاء فإن ذلك يخلق توتراً إضافياً يعرقل عملية الاتحاد، وهنا يكمن الفرق بين الاسترخاء للاسترخاء وبين الاسترخاء الحقيقي «حالة الألفا» بهدف تحرير النفس وإبقائها على حقيقتها وهنا يمكن اتخاذ القرار الصائب.

·     * المبدأ الثالث:

·     يتلخص هذا المبدأ في وضع العقل في مركز الاتحاد الأسفل حيث ثقل الجسم، أي في أخفض نقطة بالاسترخاء يتواجد الوزن في مركز ثقل الجسم، وفي حالة التوتر ستظهر المخاوف والقلق وعدم تقدير الذات بما يعني أن العقل متموضع في منطقة عليا وليس في مركز الاتحاد. وعلى الأغلب فإن العقل يتواجد في كل جزء من الجسد.

·     الجو الهادئ يسهل فعل ذلك كثيراً، غير أن الأهم هو تعلم الحافظ على ثبات العقل عندما تواجه الإجهاد والتوتر.

·     * المبدأ الرابع «توسيع الطاقة الحيوية»

·     في ثنائية الكون بأشكاله ومفاهيمه وأبعاده، الشكل مساوٍ للفراغ، والفراغ ليس شيئاً آخر غير الشكل، من هنا نتقبل الكون على أنه كل موحد، فهو يمتلك القدرة والقوة والطاقة الحيوية.

·     وبما أن العالم المحيط بالإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي، فإن كل إنسان يعكس في نفسه كل ما هو موجود حوله. فعندما نسمح لأنفسنا الانتشار في الخارج سنتملك المزيد من الطاقة الحيوية الإيجابية. وعندما نكون في حالة تقلص وانغلاق نحو الداخل فإننا نعيش الطاقة الحيوية السلبية.

·     إن الطاقة الحيوية الإيجابية قادرة على خلق المعجزات، وإدخال الصحة والسعادة والنجاح لذواتنا وللكون من حولنا، بينما الطاقة السلبية تدمرنا فندمر بدورنا الحياة، وفي اتحادنا مع العالم تتلاشى المصاعب والسلبيات ونعيش إنسانيتنا بفرح الإنجاز ونعمة السلام.

·     سعاد غانم مدربة معتمدة في الريكي والبرمجة اللغوية العصبية

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)