الأسالیب القمعیة فی السجون العربیة

فیما یلی كلمة الأستاذ عباس العمران:

یحتفل العالم فی 26 یونیو من كل عام من اجل مراجعة ملف التعذیب فی العالم. فبعد نهایة الحرب العالمیة الاولى كان العالم یأمل ان یكون ذلك نهایة الحروب ولكن سرعان ما عاد العالم لتنظیم صفوفه وممارسة الحرب.

ثم جاءت الحرب العالمیة الثانیة وشهدت الكثیر من الانتهاكات الشنیعة. وهناك رأی بأن هذه الانتهاكات هی من اسباب الحروب فارتأى الخبراء ان یبدأوا بتشریع مواد حقوق الانسان لمنع الحرب. ومنذ صدور الاعلان العالمی لحقوق الانسان فی 1948 لم تتوقف الحروب.

الامم المتحدة طرحت مشروعها على اساس احترام ذلك الاعلان وتم انشاء الامم المتحدة لمنع الحروب والانتهاكات. الاعلان العالمی مكون من 30 مادة. المادة الاولى من ذلك الاعلان یؤكد منع التعذیب وان یكون الانسان بمنأى عنه. كانت هناك الكثیر من المآسی التی حدثت لاسرى الحرب حیث استعملوا للتجارب وسوء المعاملة.

المادة الثانیة تؤكد ضرورة مناهضة التمییز. المادة 26 تؤكد على ضرورة التعلیم، وهكذا.

المسؤولیة الاخرى للامم المتحدة منع الحروب، ومن اول العهود التی صدرت هو العهد الخاص بالحقوق السیاسیة والمدنیة.

اتفاقیة مناهضة التعذیب هی الرابعة بعد اتفاقیة مناهضة التمییز، وقد اقرت فی 1984 ودخلت حیز التنفیذ فی 1988. تم إقرار العهدان الخاصان ثم تكوین لجنة خاصة للاشراف على تنفیذهما بینما مادة مكافحة التعذیب ثم تخصیص مقرر خاص لها وذلك فی 1988، حیث یحضر لجنة حقوق الانسان التی تحولت الى مجلس حقوق الانسان.

فی بدایة التسعینات بدأ العالم ینشئ آلیات وأجهزة تنفیذیة للاشراف على تنظیم حقوق الانسان.

حین نتكلم عن انتهاكات حقوق الانسان نعنی بذلك انتهاك 30 مادة تنظم ذلك. التعذیب مادة واحدة فقط من الانتهاكات.

أرادت الأمم المتحدة أن تذكر الناس بتلك الحقوق، فتم اقتراح انشاء یوم واحد لتذكیر الناس بذلك الحق فهناك یوم لمنع التمییز وحق اللاجئین 20 یونیو ومنع التعذیب فی 26 یونیو.

الغرض الاخر من تأسیس ذلك مراجعة انجاز العالم فی ذلك المجال من الحقوق. ماذا عملنا وحققنا وماذا سنعمل للعام المقبل؟

كانت هناك اتفاقیات موقعة ولكنها لم تتحول الى مادة لتثقیف الجماهیر او مراقبة تنفیذها. لهذا ارتأت الامم المتحدة تعیین خبراء خاصین للاشراف على تطبیق تلك المواثیق. فالضحیة یستطیع ان یبعث للمقرر الخاص حول معاناته. فنستطیع ان نخاطب ذلك المقرر بشكل مباشر.

عندما تنضم الدولة لاتفاقیة من اتفاقیات الامم المتحدة بشكل طوعی فأنها تتنازل طوعا عن سیادتها فی ذلك المجال.

ولكی تلزم الامم المتحدة الدول بتطبیق الاتفاقیات أنشأت لجنة فی الامم المتحدة تنظر فی التقاریر التی تكتبها الدول نفسها بشكل دوری خلال اربع سنوات، والدول مطالبة بأن تسجل ما فعلت من تشریعات وطنیة لتطبیق الاتفاقات الدولة، وكیف مارست سیاستها تجاه مواطنیها وكیف منعت ممارسة التعذیب.

لا یحق لأی دولة الادعاء بان التعذیب الذی یحدث لدیها هو مسؤولیة بعض الافراد فحسب، بل هی مسؤولیة الكل.

المراجعات الدولیة لمنع التعذیب تشمل المقرر الخاص والیوم العالمی لحقوق الانسان، وذلك لضمان اهتمام العالم بموضوع حقوق الانسان. فهناك مراقبة دائمة للدول المنتهكة لحقوق الانسان.

الامم المتحدة تتكون من 33 مؤسسة: الجمعیة العمومیة التی تحضرها كل الدول، وعنها ینبثق 33 جمعیة متخصصة للنظر فی قضایا التعلیم والبیئة والمشروع النووی وشؤون اللاجئین. انتهاكات حقوق الانسان تتم مراقبتها من قبل مجلس حقوق الانسان.

هل هذه الآلیات كفیلة بمنع التعذیب؟

الحروب لم تتوقف وهذا یعنی خلل فی تلك المؤسسات. عندما یحضر نشطاء حقوق الانسان لمجلس حقوق الانسان لا یستطیعون الحدیث سوى بضع دقائق حول الانتهاكات: الدول التی لها لوبیات مثل الولایات المتحدة السعودیة وغیرها تسعى لمنع كل ذلك. ونلاحظ ان هذه الدول تمارس نفوذها فی مجلس حقوق الانسان.

فی 22 مایو طرحت الولایات المتحدة قضیة سوریا وطلبت من مجلس حقوق الانسان التدخل فی سوریا. بینما فی البحرین حدثت اختراقات واضحة، ولكن الحكومة رفضت التعاطی مع ذلك.

أسوأ اشكال التعذیب یؤدی الى مقتل السجناء، وهناك السلاح القاتل الذی یستعمل لقتل الانسان. امریكا ترفض ان تثار الانتهاكات فی المجلس ولذلك نرى ان المفوضیة العلیا بلغت البحرین بقلقها ازاء القضایا العدیدة من الانتهاكات.

الامم المتحدة (المفوضیة العلیا) لم تدع الى زیارة البحرین. هناك تحدیات جسیمة فی هذا الیوم منها ازدواجیة الدول فی ما بینها لاخفاء ما یجری لشعوبهم.

نأمل اتخاذ خطوات مباشرة لضمان احترام الحقوق.

مصدر: ابنا